الأدب و الأدباء

وضاع العمر يا ولداه

احجز مساحتك الاعلانية

كتبت / مها حامد

كلنا والله غلابة يا خال …
حب و وأعطينا ، دلال و دلعنا ، شياكه و أناقة ولبسنا ، موضة وقلنا ماشي و من أغلي بيوت الأزياء إشترينا وإستلفنا وفلسنا .
كل ده علشان المفعوصة بنت إمبارح تبقي أشيك من كل زميلتها وبنات مدرستها ، والواد يلبس أغلي ماركة ساعات وكابات و كله براندات .
موبايل وبدل الواحد عشرة وأشتغلي يا هانم وأعملي جمعيات من مرتبك والبدلات ، و أشتري أفضل ماركة وجودة أصل البنت بنت ذوات مالهاش في الصيني و التقليد و الإفتكاسات ، هو في أحسن من الآيفون والآيباد .
و من دوامة مدارس اللغات والناشونال ولا الإنترناشونال ، و الدروس الخاصة واللف من سنتر لسنتر و الباصات للجامعات الخاصة ، وماتفتحش بؤك يا بابا ماهى البنت رقيقة والواد إبن ناس ومالهامش في البهدلة و الحوارات .
ومولات ومطاعم ونوادي و مواعيد السباحة ودروس الاتيكيت والموسيقي والرسم و الدورات ، وكل اللي نفسك فيه يا ننوس عين ماما وبابا المهم يكون أداؤنا جميل ونولنا رضا السندريلا المفعوصة والواد أبو شبرين اللي كان إمبارح بحملات .
ودايره بندور فيها المهم العيال ميكونش نفسهم في حاجه ماهم مش أقل من فلانة وأبن علان .
وفي كل ده أنتى دوستى علي نفسك و عملت فوق طاقتك من أول راحتك ونومك لصحتك وحيلك اللي أنقطع من سكات ، وبابا الغلبان طول النهار بيلف من هنا وهناك عايز يوفر اللقمة الحلوة و الكسوة الغالية وثمن أكل المطاعم وتذاكر السينما لإشتراك النوادي وقعدة الكافيهات .
الكل بيجري وبيسعي وعيشنا و هنموت علشانهم ، ولا عمر الهدف هيقف و يستنى أو يلف و يبص وراه .
ومع إن السيمون فيمية بيشبَّع ، و الشاورما بتشبَّع ، و الفطيرة أم سمنة و سكر بتشبَّع ، و كوز الدرة بيشبَّع وبيعمل أحلي مزاج .
ويكبر المحروس إسم آلله عليه وبقي شاب يملأ العين وبقت الننوسة عروسة تخزي العين و منتهى الجمال والدلال .
والنتيجة والحال ، أنهم ولا علي البال عندهم جنس مخلوق إلا سواه .
كبرت جواهم الأنانية والنرجيسية وحب الذات وطلباته دايما آوامر ، نفسي نفسي وبعدها الطوفان .
دايره بتلف بينا وإحنا فيها ، من يوم ما شفنا العيال
من ساعه ما الواد قال بابا والبت قالت ماماه ، كل همنا نبسطهم ونسعدهم وعن الهم نبعدهم و طلباتهم نلبيها وعليها وردة و بوسة .
بس نسينا في الزحمة نعلمهم إن الحب أخذ وعطاء ، و إن إحنا كمان بنحتاج منهم طبطبة علي الكتف و كلمة حنان و بوسة و إمتنان .
كلنا محتاجين العرفان من أولادنا و يحسوا بقيمة تعبنا و أيام سهرناها علشانهم ولو بكلمة وابتسامة ونظرة عرفان .
و يا خساره يا ولداه ..
ده احنا ف وسط كل ده ، وعلشانهم ، راحت منا القعدة الدافية و اللمة الحلوة مع نفسنا و أصحابنا .
ماهو حياتنا كانت علشانهم ، و نسينا إن كان ممكن ناخذ ساعة صفا وسط الزحمة .. و أكلة سخنة مع أصحاب ومعارف وأحباب .. و ضحكة من القلب تنور لينا يومنا ، و حضن دافي .. بس كله كان بيهون علشان البنت والواد .. والنهاية إنه ضاع العمر بسببك يا ولداه .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى